تدخل اليونيسف كان حاسمًا في إعادة تأهيل محطة مياه زناتة
تأمين الوصول إلى المياه كان تحديًا يوميًا بالنسبة ليوسف، وهو عامل حراسة وتشغيل يبلغ من العمر 45 عامًا في محطة المياه الطارئة في منطقة زناتة بطرابلس. تعرضت الكثير من شبكة المياه والبنية التحتية المحيطة بها لأضرار خلال النزاع المسلح، بينما كان الميزانية المخصصة لصيانة النظام محدودة.
يتذكر يوسف يومًا تدفق فيه عدد كبير من الناس إلى المحطة في حالة من الذعر، يسألون عن الماء "كما لو لم يبق ماء على الأرض". وقال: "تلك اللحظة لا تُنسى".
كانت محطة مياه زناتة تعتبر مصدرًا رئيسيًا للمياه في المنطقة، حيث كانت تنتج حوالي 135 متر مكعب أو 150,000 لتر من المياه يوميًا. ولكن بعد بدء تشغيل مشروع النهر الصناعي في عام 1989، أُهملت المحطة وتقلصت قدراتها. تعرضت الآبار التي تزود خزان المحطة لأضرار، وتم إغلاق بعضها، وتآكلت جدران الخزان وتشقق، مما تسبب في تسرب المياه.
قامت الشركة العامة للمياه بمحاولات سابقة لإصلاح وتطوير محطة زناتة، لكن التحديات استمرت، لا سيما بسبب الوضع الأمني السائد في ذلك الوقت.
استجابة لذلك، تدخلت اليونيسف وأطلقت، بالشراكة مع السلطات الليبية، مشروع إعادة تأهيل يهدف إلى استعادة المحطة وتوفير المياه النظيفة للسكان المحليين. شمل المشروع إصلاح وتجديد الآبار المتضررة، وتعزيز جدران الخزان، وتركيب أنابيب جديدة لتوزيع المياه وأنظمة الألواح الشمسية.
يشرح يوسف: "كنا نعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل منتظم في المحطة". ويضيف: "كان تشغيل المولد غير موثوق به لأن تأمين الوقود كان صعبًا، وكانت الأعطال متكررة". غالبًا ما كان الناس يتفاعلون بغضب عند طلب الماء، حيث لم تكن المحطة قادرة على توفير المياه بشكل منتظم. "كانت المضخات خارج الخدمة، ولم يكن الخزان ممتلئًا. عدم قدرة المحطة على تلبية احتياجات السكان عرّضت العاملين لغضبهم، وأحيانًا للتهديدات وأعمال العنف".
هذه الحالة أصبحت ذكرى بعيدة الآن. ساعدت الإصلاحات في استعادة إنتاج المياه اليومي في المحطة وتوفير وصول موثوق إلى المياه النظيفة للمجتمع. كما ساهم ذلك في تحسين صحة ورفاهية السكان، وتقليل اعتمادهم على مصادر المياه غير الموثوقة وغير الآمنة، والتي كانت سببًا رئيسيًا في الأمراض.
يعد عمل اليونيسف في منطقة زناتة جزءًا من الجهود لدعم ليبيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف السادس المتعلق بضمان الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي. إعادة تأهيل محطة مياه زناتة هو مثال جيد على التعاون المثمر بين الأمم المتحدة والسلطات الليبية، الذي لم يقتصر على إصلاح البنية التحتية فحسب، بل أكد أيضًا الالتزام المشترك بحماية كرامة الإنسان وصحته.