قصة
٣٠ أكتوبر ٢٠٢٥
حين تصبح الأم هي الوطن
طرابلس ليبيا . مسرة تطهو وجبة بسيطة مع بناتها وابنها حمزة. رغم الغربة والظروف الصعبة، تحاول هذه الأم أن تمنح أطفالها شعوراً بالدفء والانتماء. @المفوضية|ملاذ عندما وصلت الحرب إلى حيّها في نيالا جنوب دارفور، تغيّرت حياة مسرّة في ليلة واحدة. كان منزلهم قريباً من مخزن عسكري، هدفاً دائماً للهجمات. تقول: “كان كل شيء يحترق… هاجمتنا الميليشيا. أصيب ابني حافظ بطلق ناري في ساقه، ثم اختفى هو وأخوه محمد. فقدتهما في لحظة، وحتى اليوم لا أعرف إن كانا على قيد الحياة.” لم يمض وقت طويل حتى اختُطف زوجها. “كان الرجال مستهدفين… لم تكن هناك أي منطقة آمنة.”
وبين صدمة الحرب وخوف بناتها وابنها الأصغر، ومع تدمير منزلهم، لم يبقَ أمامها سوى قرار واحد… الرحيل لإنقاذ من تبقّى معها من أبنائها. وصلت إلى ليبيا في أكتوبر 2023، لا تحمل سوى خوفها وإصرارها على حماية بناتها. تقول: “أكبر مخاوفي كانت أن أفقدهم أيضاً… خصوصاً بناتي.” لكن أثر الحرب لم يترك الأطفال حتى بعد هروبهم.
“فقدوا والدهم لفترة طويلة، ثم إخوانهم… تراودهم الكوابيس، ويخيفهم أي صوت قوي.”
حمزة، ذو التسعة أعوام، يبكي إذا سمع المفرقعات.
“يمسك صدره ويقول: ‘ماما سأموت الآن، سيتوقف قلبي’. فأحتضنه وأقول له: ‘أنا هنا، ولن يؤذيك أحد’.” طرابلس ليبيا ( 2025). مسرّة تحتضن ابنها حمزة، بعد أن فرّت مع عائلتها من النزاع في دارفور. بالنسبة لحمزة، الأمان هو أن يبقى بين ذراعي أمه. @المفوضية|ملاذولكي تتمكن من إعالة أسرتها، بدأت تبحث عن عمل كل يوم في الأسواق، وفي البيوت، وفي أي مكان تجد فيه فرصة.
“كان قلبي يتمزق وأنا أتركهم وحدهم… لكن ما كان بيدي خيار آخر.”
ومع مرور الوقت، بدأت ابنتاها الكبريان العمل بتنظيف المنازل، حتى تبقي مع إخوتهم الصغار أثناء غيابها.
“أصبحوا هم أيضاً مقدّمي رعاية… أطفال يعتنون بأطفال.” بعد عامين من الفراق، تمكّن زوجها من الانضمام إليهم، لكنه ما يزال يعاني من آثار التعذيب الذي تعرّض له خلال احتجازه في السودان، ولا يستطيع العمل. فظل العبء كله على كتفيها.
“كأم، حتى عندما أكون مريضة أو متعبة لا أُظهر ذلك… أبكي في غرفة مظلمة بعد نومهم، ثم أنهض في اليوم التالي قوية لأنهم لا يملكون أحداً غيري.” الأكثر إيلاماً بالنسبة لها ليس الخوف… بل ضياع الطفولة.
“لا مدارس، ولا فرصة للتعلّم. وعدتهم أن أُدخلهم المدرسة، لكنني أعرف أنني لن أستطيع. قلبي مكسور… لأنني سأكسر هذا الوعد.” ومع ذلك، تتمسّك بالأمل:
“ما يجعلني أصمد هو حلمي بأن يعيشوا يوماً ما في أمان، وأن يتعلّموا، وأن يكبروا في مكان يسوده السلام. أريد أن أراهم يصبحون ما خلقهم الله ليكونوا.” وعندما سُئلت: ما معنى الرعاية بعد كل ما مررتِ به؟
كان جوابها بسيطاً وعميقاً:
“الرعاية هي أن تكوني حامية لعائلتك… سندهم… وإنقاذهم من الضياع.” وبمناسبة اليوم الدولي للرعاية والدعم، توجه رسالتها لكل أم ترعى أسرتها بصمت:
“أطفالنا يحتاجوننا. نحن مصدر قوتهم وأملهم. حتى عندما نشعر بالضعف… يجب أن نظل واقفين — لأنهم يستمدون شجاعتهم وقوتهم منا.” تواجد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا
تعمل المفوضية في ليبيا منذ عام 1991، من خلال مكاتبها في طرابلس وبنغازي، ونقاطها في الكفرة وأجدابيا، إضافة إلى مكتبها في تونس. وتواصل المفوضية تقديم الدعم الإنساني للأشخاص القادمين من مناطق النزاع، والمحتاجين إلى الحماية، وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات الليبية، ومع المساهمة أيضاً في دعم المجتمعات المضيفة التي تستقبلهم وتتحمل أعباء إضافية نتيجة الأزمات الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.
وبين صدمة الحرب وخوف بناتها وابنها الأصغر، ومع تدمير منزلهم، لم يبقَ أمامها سوى قرار واحد… الرحيل لإنقاذ من تبقّى معها من أبنائها. وصلت إلى ليبيا في أكتوبر 2023، لا تحمل سوى خوفها وإصرارها على حماية بناتها. تقول: “أكبر مخاوفي كانت أن أفقدهم أيضاً… خصوصاً بناتي.” لكن أثر الحرب لم يترك الأطفال حتى بعد هروبهم.
“فقدوا والدهم لفترة طويلة، ثم إخوانهم… تراودهم الكوابيس، ويخيفهم أي صوت قوي.”
حمزة، ذو التسعة أعوام، يبكي إذا سمع المفرقعات.
“يمسك صدره ويقول: ‘ماما سأموت الآن، سيتوقف قلبي’. فأحتضنه وأقول له: ‘أنا هنا، ولن يؤذيك أحد’.” طرابلس ليبيا ( 2025). مسرّة تحتضن ابنها حمزة، بعد أن فرّت مع عائلتها من النزاع في دارفور. بالنسبة لحمزة، الأمان هو أن يبقى بين ذراعي أمه. @المفوضية|ملاذولكي تتمكن من إعالة أسرتها، بدأت تبحث عن عمل كل يوم في الأسواق، وفي البيوت، وفي أي مكان تجد فيه فرصة.
“كان قلبي يتمزق وأنا أتركهم وحدهم… لكن ما كان بيدي خيار آخر.”
ومع مرور الوقت، بدأت ابنتاها الكبريان العمل بتنظيف المنازل، حتى تبقي مع إخوتهم الصغار أثناء غيابها.
“أصبحوا هم أيضاً مقدّمي رعاية… أطفال يعتنون بأطفال.” بعد عامين من الفراق، تمكّن زوجها من الانضمام إليهم، لكنه ما يزال يعاني من آثار التعذيب الذي تعرّض له خلال احتجازه في السودان، ولا يستطيع العمل. فظل العبء كله على كتفيها.
“كأم، حتى عندما أكون مريضة أو متعبة لا أُظهر ذلك… أبكي في غرفة مظلمة بعد نومهم، ثم أنهض في اليوم التالي قوية لأنهم لا يملكون أحداً غيري.” الأكثر إيلاماً بالنسبة لها ليس الخوف… بل ضياع الطفولة.
“لا مدارس، ولا فرصة للتعلّم. وعدتهم أن أُدخلهم المدرسة، لكنني أعرف أنني لن أستطيع. قلبي مكسور… لأنني سأكسر هذا الوعد.” ومع ذلك، تتمسّك بالأمل:
“ما يجعلني أصمد هو حلمي بأن يعيشوا يوماً ما في أمان، وأن يتعلّموا، وأن يكبروا في مكان يسوده السلام. أريد أن أراهم يصبحون ما خلقهم الله ليكونوا.” وعندما سُئلت: ما معنى الرعاية بعد كل ما مررتِ به؟
كان جوابها بسيطاً وعميقاً:
“الرعاية هي أن تكوني حامية لعائلتك… سندهم… وإنقاذهم من الضياع.” وبمناسبة اليوم الدولي للرعاية والدعم، توجه رسالتها لكل أم ترعى أسرتها بصمت:
“أطفالنا يحتاجوننا. نحن مصدر قوتهم وأملهم. حتى عندما نشعر بالضعف… يجب أن نظل واقفين — لأنهم يستمدون شجاعتهم وقوتهم منا.” تواجد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا
تعمل المفوضية في ليبيا منذ عام 1991، من خلال مكاتبها في طرابلس وبنغازي، ونقاطها في الكفرة وأجدابيا، إضافة إلى مكتبها في تونس. وتواصل المفوضية تقديم الدعم الإنساني للأشخاص القادمين من مناطق النزاع، والمحتاجين إلى الحماية، وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات الليبية، ومع المساهمة أيضاً في دعم المجتمعات المضيفة التي تستقبلهم وتتحمل أعباء إضافية نتيجة الأزمات الإنسانية المتفاقمة في المنطقة.