قصة
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٥
بعد سنوات من النزوح… عائلات سورية تعود إلى الوطن
في صالة المغادرة بمطار معيتيقة، امتزجت المشاعر بترقّب هادئ. بالنسبة لعائلتين سوريتين عاشتا سنوات طويلة في ليبيا، كان هذا اليوم نهاية فصلٍ طويل من النزوح، وبداية عودة ظنّتا يومًا أنها قد لا تأتي أبدًا.«غادرنا تحت القصف»بالنسبة لسهام (35 عامًا)، لا تزال ذكريات مغادرة سوريا عام 2012 حاضرة بقوة.
تقول: «هربنا تحت القصف والدمار والخطف والخوف. خرجنا فقط لننجو بأرواحنا».وصلت سهام إلى ليبيا برفقة زوجها محمد زياد وأطفالهما الصغار. وعلى مرّ السنوات، كبرت العائلة لتضم سبعة أفراد — خمسة أطفال، وُلد ثلاثة منهم في ليبيا. لم تكن الحياة سهلة. فغياب تصاريح الإقامة جعل تسجيل الأطفال في المدارس أمرًا بالغ الصعوبة مع مرور الوقت.حيث تلتقي الذاكرة بالعائلةبالنسبة لمحمد زياد، تستحضر فكرة العودة إلى دمشق ذكريات حيّة.
يقول: «أول مكان يخطر في بال أي دمشقي هو الجامع الأموي، ثم الأسواق القديمة، والأزقة الحارة القديمة — هذه الأماكن جزء من هويتنا».على مدى السنوات، كان يعرض على أطفاله صور دمشق على هاتفه، ويصف لهم شوارعها وحكاياتها، حتى يعرفوا المدينة قبل أن يروها بأعينهم.عودة سهام تعني أيضًا لقاءً طال انتظاره. فما تزال إحدى شقيقاتها في سوريا، بعد فراق امتد لسنوات بفعل الحرب والحدود وعدم اليقين.
تقول سهام: «لم أرَها منذ زمن طويل. مجرد التفكير بأن نجلس معًا من جديد يبدو غير حقيقي».رحلة بدأت في سن السابعة عشرةبالقرب منهما، كان يقف نور الدين (29 عامًا)، ابن عم محمد زياد، والذي وصل إلى ليبيا وهو في السابعة عشرة من عمره فقط.
يقول: «لم أغادر بإرادتي. عائلتي أجبرتني على الرحيل لأن البقاء كان خطرًا جدًا».وصل نور بمفرده في البداية، ثم تزوج لاحقًا وأنشأ عائلة في ليبيا، حيث رزق بثلاثة أطفال.كان للنزوح أثر شخصي عميق عليه. فقد نور والديه أثناء وجوده بعيدًا عن سوريا، دون أن تتاح له فرصة توديعهم. وكانا قد عانيا من مضاعفات صحية بعد تعرضهما لهجمات كيميائية في الغوطة الشرقية بسوريا.
يقول: «كان حلمي فقط أن أرى أمي. جاءت إلى ليبيا لترتيب زواجي — وتوفيت بعد ثلاثة أشهر».كانت العودة إلى سوريا مستحيلة من الناحية المادية.
ويضيف: «بالنسبة لعائلة من خمسة أفراد، كانت التكلفة حلمًا بعيد المنال. هذه الفرصة غيّرت كل شيء».وعندما سُئل عمّا يتطلع إليه أكثر، أجاب دون تردد:
«أريد زيارة قبر والدي. ثم أريد أن أمشي في دمشق — في المدينة القديمة وشوارع طفولتي».أمل يُحمل إلى الأمامبينما كان الأطفال ينتظرون بالقرب — بعضهم متحمس، بعضهم خجول، وبعضهم وُلد بعيدًا عن الأرض التي لا يزال والداهم يسمونها وطنًا — تحدثت العائلتان عن الأمل أكثر من الخوف.يقول محمد زياد: «خمسة عشر عامًا هي عمر كامل. لكن العودة شيء انتظرناه في كل يوم».في عام 2025، نظّمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أربع رحلات عودة طوعية إلى سوريا، مكّنت أكثر من 400 شخص من العودة إلى ديارهم بكرامة ودعم. وستواصل المفوضية تنظيم رحلات مماثلة في عام 2026، تحقيقًا لحلم كثير من السوريين بالعودة إلى مكان لم يفارقهم يومًا — مكان يُدعى الوطن.
تقول: «هربنا تحت القصف والدمار والخطف والخوف. خرجنا فقط لننجو بأرواحنا».وصلت سهام إلى ليبيا برفقة زوجها محمد زياد وأطفالهما الصغار. وعلى مرّ السنوات، كبرت العائلة لتضم سبعة أفراد — خمسة أطفال، وُلد ثلاثة منهم في ليبيا. لم تكن الحياة سهلة. فغياب تصاريح الإقامة جعل تسجيل الأطفال في المدارس أمرًا بالغ الصعوبة مع مرور الوقت.حيث تلتقي الذاكرة بالعائلةبالنسبة لمحمد زياد، تستحضر فكرة العودة إلى دمشق ذكريات حيّة.
يقول: «أول مكان يخطر في بال أي دمشقي هو الجامع الأموي، ثم الأسواق القديمة، والأزقة الحارة القديمة — هذه الأماكن جزء من هويتنا».على مدى السنوات، كان يعرض على أطفاله صور دمشق على هاتفه، ويصف لهم شوارعها وحكاياتها، حتى يعرفوا المدينة قبل أن يروها بأعينهم.عودة سهام تعني أيضًا لقاءً طال انتظاره. فما تزال إحدى شقيقاتها في سوريا، بعد فراق امتد لسنوات بفعل الحرب والحدود وعدم اليقين.
تقول سهام: «لم أرَها منذ زمن طويل. مجرد التفكير بأن نجلس معًا من جديد يبدو غير حقيقي».رحلة بدأت في سن السابعة عشرةبالقرب منهما، كان يقف نور الدين (29 عامًا)، ابن عم محمد زياد، والذي وصل إلى ليبيا وهو في السابعة عشرة من عمره فقط.
يقول: «لم أغادر بإرادتي. عائلتي أجبرتني على الرحيل لأن البقاء كان خطرًا جدًا».وصل نور بمفرده في البداية، ثم تزوج لاحقًا وأنشأ عائلة في ليبيا، حيث رزق بثلاثة أطفال.كان للنزوح أثر شخصي عميق عليه. فقد نور والديه أثناء وجوده بعيدًا عن سوريا، دون أن تتاح له فرصة توديعهم. وكانا قد عانيا من مضاعفات صحية بعد تعرضهما لهجمات كيميائية في الغوطة الشرقية بسوريا.
يقول: «كان حلمي فقط أن أرى أمي. جاءت إلى ليبيا لترتيب زواجي — وتوفيت بعد ثلاثة أشهر».كانت العودة إلى سوريا مستحيلة من الناحية المادية.
ويضيف: «بالنسبة لعائلة من خمسة أفراد، كانت التكلفة حلمًا بعيد المنال. هذه الفرصة غيّرت كل شيء».وعندما سُئل عمّا يتطلع إليه أكثر، أجاب دون تردد:
«أريد زيارة قبر والدي. ثم أريد أن أمشي في دمشق — في المدينة القديمة وشوارع طفولتي».أمل يُحمل إلى الأمامبينما كان الأطفال ينتظرون بالقرب — بعضهم متحمس، بعضهم خجول، وبعضهم وُلد بعيدًا عن الأرض التي لا يزال والداهم يسمونها وطنًا — تحدثت العائلتان عن الأمل أكثر من الخوف.يقول محمد زياد: «خمسة عشر عامًا هي عمر كامل. لكن العودة شيء انتظرناه في كل يوم».في عام 2025، نظّمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أربع رحلات عودة طوعية إلى سوريا، مكّنت أكثر من 400 شخص من العودة إلى ديارهم بكرامة ودعم. وستواصل المفوضية تنظيم رحلات مماثلة في عام 2026، تحقيقًا لحلم كثير من السوريين بالعودة إلى مكان لم يفارقهم يومًا — مكان يُدعى الوطن.