قصة
٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥
حان وقت العودة… من وطنٍ احتوانا إلى وطنٍ ننتمي إليه
في 13 نوفمبر، استقلّ 144 امرأة ورجلاً وطفلاً أول رحلتين للعودة الطوعية من ليبيا إلى سوريا، في لحظة شكّلت لكثير من العائلات نهاية 14 عامًا من الفرار من الحرب.
كان من بينهم سامر (38 عامًا) وزوجته غزل وطفلاهمابالنسبة لسامر، فإن رحلة العودة إلى الوطن هي انتهاء لفصلٍ طويل مليء بالحرب والفقدان، وبداية لإعادة بناء الحياة التي طالما حلم بالرجوع إليها.نشأ سامر في مدينة حمص، في حي البياضة، المكان الذي يتذكره لدفئه وأبوابه المفتوحة وطيبة الناس هناك. وعندما وصلت الحرب إلى أزقة الأحياء هناك أصبح الوضع لايطاق. بسبب الحصار الكامل على المنطقة.يقول: “ لم يكن الطعام ولا الإمدادات تدخل، كانت الحياة مستحيلة. كان عليّ أن أغادر البلد للعمل وأرسل المال لوالديّ لشراء الدواء والغذاء. وإلا فإما الاعتقال أو الموت”هربًا بحياته، وصل سامر إلى ليبيا، البلد الذي يقول إنه أحبه منذ البداية.“الاستقبال الذي رأيناه عند الحدود الليبية كان لا يوصف. كان الناس كرماء مع الأطفال. لن أنسى ذلك أبدًا.”وصل سامر إلى ليبيا في ديسمبر 2011، تزوج واستقرّ في درنة، وهناك وُلد طفلاه. لكن عندما تدهور الوضع الأمني في درنة عام 2015، اضطرت العائلة للفرار، وسافرت إلى طرابلس.عمل سامر بجد لإعادة بناء حياة أسرته، أولاً في مطعم، ثم في محل بقالة. لكن بسبب عدم الاستقرار، اضطر للانتقال مرة أخرى.على مدى السنوات، عاش سامر في مصراتة وطرابلس والزنتان، دائمًا باحثًا عن بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا يستطيع فيها أطفاله أن يكبروا ويلعبوا ويشعروا بالحياة الطبيعية.يقول: “كنت أسجل كل عام لدى المفوضية، لم أفوّت أي موعد” وبعد تحسن الأوضاع في مدينته في سوريا، طلب سامر من مفوضية اللاجئين في ليبيا العودة الطوعية.“عندما اتصلوا بي وقالوا إن اسمي تم اختياره للعودة الطوعية… لا يمكن وصف الفرحة، شعور لا يمكن أن أعطيه لأي شخص، حق العودة إلى وطني.”يتذكر وصوله قبل ساعتين من موعد الفحص الطبي “من شدة الحماس فقط.”وعندما جاء الاتصال الأخير — التأكيد الذي طال انتظاره — شارك الخبر فورًا مع أصدقائه في مصراتة، من السوريين والليبيين. "عائلتنا في سوريا لم تنم تلك الليلة من دموع الفرح"
ويتحدث بود عن الأشخاص الذين التقاهم على طول الطريق، الجيران الذين دعموه، الأصدقاء الذين رحّبوا بأطفاله، والمجتمعات التي جعلته يشعر بأنه في وطن، والتي سيغادرها بحزن الآن.يقول: "بنيت بيتًا في كل مكان تقريبًا في ليبيا. التقيت بأناس طيبين وقفوا معي" وهذه الذكريات ستكون جزءًا من رحلته التي يحملها معه في طريق عودته إلى سوريا.واليوم، بينما يستعد سامر للصعود إلى الطائرة، وهو واحد من 53 امرأة ورجلاً وطفلاً يعودون بعد غيابٍ طويل عن الوطن، يمسك بيدي طفليه اللذين كانا رضيعين حين بدأت رحلتهم، ولديهم الآن ذكرياتهم الخاصة.أمامه الان حيّه المدمّر الذي عرفه يومًا — لكن أمامه أيضًا والده ووالدته، ما زالا على قيد الحياة، ينتظرانه، ومعه الأمل، كما يقول، "أن تُعمّر سوريا سريعًا"رحلة العودة الطوعية ليست نهاية، بل بداية جديدة لسامر، ولطفليه، ولـ144 سوريًا يخطون أولى خطواتهم نحو وطنٍ لم يروه منذ أكثر من عقد. يختتم سامر: "حان وقت العودة إلى البيت. بفضل الله — والشكر للمفوضية من كل قلبي"
كان من بينهم سامر (38 عامًا) وزوجته غزل وطفلاهمابالنسبة لسامر، فإن رحلة العودة إلى الوطن هي انتهاء لفصلٍ طويل مليء بالحرب والفقدان، وبداية لإعادة بناء الحياة التي طالما حلم بالرجوع إليها.نشأ سامر في مدينة حمص، في حي البياضة، المكان الذي يتذكره لدفئه وأبوابه المفتوحة وطيبة الناس هناك. وعندما وصلت الحرب إلى أزقة الأحياء هناك أصبح الوضع لايطاق. بسبب الحصار الكامل على المنطقة.يقول: “ لم يكن الطعام ولا الإمدادات تدخل، كانت الحياة مستحيلة. كان عليّ أن أغادر البلد للعمل وأرسل المال لوالديّ لشراء الدواء والغذاء. وإلا فإما الاعتقال أو الموت”هربًا بحياته، وصل سامر إلى ليبيا، البلد الذي يقول إنه أحبه منذ البداية.“الاستقبال الذي رأيناه عند الحدود الليبية كان لا يوصف. كان الناس كرماء مع الأطفال. لن أنسى ذلك أبدًا.”وصل سامر إلى ليبيا في ديسمبر 2011، تزوج واستقرّ في درنة، وهناك وُلد طفلاه. لكن عندما تدهور الوضع الأمني في درنة عام 2015، اضطرت العائلة للفرار، وسافرت إلى طرابلس.عمل سامر بجد لإعادة بناء حياة أسرته، أولاً في مطعم، ثم في محل بقالة. لكن بسبب عدم الاستقرار، اضطر للانتقال مرة أخرى.على مدى السنوات، عاش سامر في مصراتة وطرابلس والزنتان، دائمًا باحثًا عن بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا يستطيع فيها أطفاله أن يكبروا ويلعبوا ويشعروا بالحياة الطبيعية.يقول: “كنت أسجل كل عام لدى المفوضية، لم أفوّت أي موعد” وبعد تحسن الأوضاع في مدينته في سوريا، طلب سامر من مفوضية اللاجئين في ليبيا العودة الطوعية.“عندما اتصلوا بي وقالوا إن اسمي تم اختياره للعودة الطوعية… لا يمكن وصف الفرحة، شعور لا يمكن أن أعطيه لأي شخص، حق العودة إلى وطني.”يتذكر وصوله قبل ساعتين من موعد الفحص الطبي “من شدة الحماس فقط.”وعندما جاء الاتصال الأخير — التأكيد الذي طال انتظاره — شارك الخبر فورًا مع أصدقائه في مصراتة، من السوريين والليبيين. "عائلتنا في سوريا لم تنم تلك الليلة من دموع الفرح"
ويتحدث بود عن الأشخاص الذين التقاهم على طول الطريق، الجيران الذين دعموه، الأصدقاء الذين رحّبوا بأطفاله، والمجتمعات التي جعلته يشعر بأنه في وطن، والتي سيغادرها بحزن الآن.يقول: "بنيت بيتًا في كل مكان تقريبًا في ليبيا. التقيت بأناس طيبين وقفوا معي" وهذه الذكريات ستكون جزءًا من رحلته التي يحملها معه في طريق عودته إلى سوريا.واليوم، بينما يستعد سامر للصعود إلى الطائرة، وهو واحد من 53 امرأة ورجلاً وطفلاً يعودون بعد غيابٍ طويل عن الوطن، يمسك بيدي طفليه اللذين كانا رضيعين حين بدأت رحلتهم، ولديهم الآن ذكرياتهم الخاصة.أمامه الان حيّه المدمّر الذي عرفه يومًا — لكن أمامه أيضًا والده ووالدته، ما زالا على قيد الحياة، ينتظرانه، ومعه الأمل، كما يقول، "أن تُعمّر سوريا سريعًا"رحلة العودة الطوعية ليست نهاية، بل بداية جديدة لسامر، ولطفليه، ولـ144 سوريًا يخطون أولى خطواتهم نحو وطنٍ لم يروه منذ أكثر من عقد. يختتم سامر: "حان وقت العودة إلى البيت. بفضل الله — والشكر للمفوضية من كل قلبي"