من الحرب إلى الأمل
رحلة من الصمود والتعليم في ليبيا.
شيراز، فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات من دارفور، السودان، وصلت إلى ليبيا في عام 2020 بعد فرارها من الحرب في السودان. قبل فرارهم من السودان، تم اختطاف والد شيراز من قبل الميليشيات، مما دفع والدتها إلى الهروب من السودان خوفًا من أن يتم اختطافها وشيراز. عندما فروا من السودان، كانت والدة شيراز حاملًا بطفلها الثاني.
شيراز ووالدتها واجهتا رحلة صعبة إلى ليبيا، حيث اضطروا لعبور الصحراء في ظروف غير إنسانية، وتم تهريبهم وحبسهم في مخيمات ضيقة بدون ضوء أو تهوية. بعد ثلاثة أشهر، وصلوا إلى ليبيا ووجدوا ملاذًا في منزل صديقة للعائلة كانت أيضًا أمًا عازبة. في النهاية، تمكنت والدة شيراز من العثور على عمل مؤقت كمنظفة مرة أو مرتين في الأسبوع، مما مكنها من توفير الطعام لعائلتها والمساهمة بمبلغ صغير في نفقات المعيشة. ومع ذلك، قبل نهاية حملها، أصيبت بمرض وأُدخلت إلى المستشفى، حيث أنجبت صبيًا. في المستشفى، جاءت السلطات لأخذ والدة شيراز وطفلها حديث الولادة لأنها كانت غير موثقة. بقيت شيراز مع صديقة العائلة، وأُفرج عن والدتها من مركز الاحتجاز بعد أربعة أشهر. خلال هذا الوقت، كانت شيراز تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وانسحبت من الأنشطة اليومية.
تمت إحالة شيراز إلى فريق حماية الطفل التابع لمنظمة CESVI، حيث تم إجراء تقييم لحالتها ووضع خطة تلبي احتياجاتها. لم تكن شيراز تتلقى أي نوع من التعليم، فتم تسجيلها في فصول التعليم غير الرسمي. كما أنها تتلقى جلسات دعم نفسي واجتماعي (MHPSS) مع الأخصائيين النفسيين لمساعدتها في التعامل مع صدماتها. كما تم تقديم مساعدة نقدية للعائلة لدعم والدتها في دفع الإيجار وضمان توفير مأوى آمن للعائلة.
قام فريق CESVI بإحالة العائلة إلى المنظمة الدولية للهجرة (IOM) لتلقي المساعدات الغذائية وغير الغذائية، بالإضافة إلى الفحوصات الطبية (الرعاية الصحية الأولية لشيراز)، وتم متابعة الحالة من قبل فريق CESVI من خلال المكالمات الهاتفية. عندما كانت والدة شيراز في مركز الاحتجاز، قدمت CESVI مساعدة نقدية لصديقة والدتها لدعمها في دفع الإيجار وتوفير الطعام. بمجرد تلقيهم المساعدات النقدية، شعروا بالأمان لأنهم تمكنوا من تلبية احتياجاتهم الأساسية.
عندما بدأت شيراز حضور فصول التعليم غير الرسمي، كانت تخشى الانضمام إلى الصفوف والتحدث مع أي شخص. بعد جلسات الدعم النفسي والاجتماعي (MHPSS) التي تلقتها، أظهرت تحسنًا كبيرًا في ثقتها بنفسها وسلوكها، وبدأت في التواصل بشكل أفضل مع المعلمة وزملائها في الصف. بعد أربعة أشهر من احتجازها، أُفرج عن والدة شيراز، وتمكنت من العودة إليها والالتقاء بأخيها الصغير. في النهاية، أصبحت شيراز طفلة سعيدة ونشيطة، وتمكنت أيضًا من تكوين صداقات.
عند تسجيل شيراز في برنامج التعليم غير الرسمي، لاحظ الأخصائي الاجتماعي سلوكها السلبي؛ فقد بدت منفصلة عن الآخرين ولم تكن تتحدث أو تتواصل مع أي شخص. بعد تلقيها جلسات الدعم النفسي والاجتماعي (PSS وMHPSS)، أصبحت أكثر راحة وبدأت تدريجياً تكتسب الثقة لتصبح أكثر اجتماعية. وعندما بدأت في برنامج التعليم، كانت في البداية غير قادرة على القراءة أو الكتابة، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تنضم فيها إلى برنامج تعليمي. ولكن الآن، أصبحت قادرة على القراءة والكتابة تقريبًا بما يتناسب مع عمرها.
بعد مرور عام ونصف، اجتمع والد شيراز بالعائلة في ليبيا، وهم يعيشون الآن معًا. بدأ والدها العمل كعامل، ولكنه عمل غير منتظم، حيث يعمل مرة إلى مرتين في الأسبوع فقط، مما لا يكفي لتلبية احتياجات الأسرة. وقالت شيراز "دائمًا ما يكون الأمر ممتعًا هنا؛ أحب جميع معلماتي وأصدقائي."