اضطّر أيهم لمغادرة مدرسته في طرابلس عندما اندلع الصراع في مارس 2020 حيث تم قصف مدرسته وتدميرها، تمامًا كما حدث للعديد من المؤسسات التعليمية الأخرى في ليبيا، والتي آجلاً عانت من نقص في الصيانة. وقد وضع النزاع الدائر السكان في حالة من الرعب الشديد، حيث كان القصف الكثيف يهددهم من جهة، بينما اجتاح فيروس كورونا ما تبقى من روعهم من جهة أخرى.
وفور استقرار الوضع قليلاً، شرعت وزارة التربية والتعليم الليبية بالشراكة مع اليونيسف في تحديد وإعادة تأهيل المدارس التي تضررت بشدة جراء الصراع. وكانت مدرسة خليفة الحجاجي في بلدية سوق الجمعة بطرابلس من بين هذه المدارس المتضررة. بتمويل من الحكومتين الألمانية واليابانية، تم معالجة رطوبة السقف، ودهان المدرسة من الداخل والخارج، واستبدال جميع الأبواب والنوافذ، وتركيب أضواء جديدة في جميع الصفوف والممرات والمكاتب، وصيانة دورات المياه، وإصلاح الأضرار الناتجة عن القصف.
""كانت المدرسة المؤقتة مملة وصغيرة جدًا، لم نشعر بالراحة هناك. نحن نحب مدرستنا الأولى ونشعر بالراحة فيها، كنا نرغب في العودة إليها". قال أيهم: "كنا نشعر بالبرد أحيانًا في الشتاء بسبب الحالة السيئة التي كانت عليها النوافذ، لكن الآن الفصل مريح جداً".
إن جهود اليونيسف في ترميم المدرسة لم تكن في صالح أيهم فقط، ولكن أيضًا للعديد من الطلاب الآخرين. قالت السيدة فاطمة الخطاب، نائبة مدير المدرسة التي تعمل فيها منذ عام 1991: "رغم أننا كنا نسعى لتقديم بيئة تعليمية ذات جودة عالية في السنوات السابقة، فإن ما حدث للمدرسة مؤخرًا كان محبطاً لنا في البداية، ولكن عندما تلقينا الدعم من اليونيسف، استعدنا الأمل في تحقيق هدفنا".
تشتهر مدرسة خليفة الحجاجي بأنشطتها الرياضية واكتشافها للمواهب وخاصة في كرة القدم. يوسف النجار، قائد فريق كرة القدم الرئيسي في المدرسة، يدرس بالصف السادس، وفي الثانية عشر من عمره، يحلم بأن يصبح بطلًا في كرة القدم. ساهمت اليونيسف بالشراكة مع شركة ليبيانا للاتصالات والتقنية في دعم المدرسة بإنشاء ملعب كرة قدم، مما أضاف الكثير ليوسف والمدرسة والمجتمع المحيط بالمدرسة. قال يوسف: "لم يعجبنا المكان الآخر الذي كنا ندرس فيه عندما تم تدمير مدرستنا بالصواريخ لأنه لا يملك ملعبًا لكرة القدم".
تعد هذه المبادرة رمزا لرؤية أوسع تتشاركها المجتمعات العالمية، وهي تتطلع إلى أن يحصل كل طفل، بغض النظر عن ظروفه، على تعليم ذا جودة. الالتزام بإعادة ترميم مدرسة خليفة الحجاجي مرتبط بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الذي يسعى إلى ضمان توفير تعليم نوعي شامل وعادل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع. جهود اليونيسف المتفرعة في ليبيا، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، هي خطوات حاسمة نحو تحقيق هذا الهدف. إنها ليست مجرد إعادة بناء للمنشآت فحسب؛ بل إنها إعادة بناء المستقبل، وتعزيز القدرة على الصمود والتعافي، وإعداد المساحة للجيل القادم من القادة والمفكرين والمبدعين.