تشكيل المستقبل في غات من خلال تعليم المهارات الحياتية
"لقد غير البرنامج الطريقة التي أرى بها مستقبلي."
"عندما ألعب الألعاب في صف المهارات الحياتية، أتعلم الاحترام والتعاون وكيف أكون صديقًا جيدًا"، يقول شهيد محمد بشير، وهو طالب يبلغ من العمر 14 عامًا في برنامج المهارات الحياتية في غات، ليبيا.
وبدعم من يونيسف ليبيا وبتمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال مبادرة "بلديتي"، أصبح هذا البرنامج منارة الأمل والتحول للمراهقين في غات. إنه ليس مجرد منهج دراسي؛ إنها رحلة لاكتشاف الذات والنمو.
يتحدث شهيد، أحد الشباب المستفيدين من البرنامج، عن تأثيره قائلاً: "لقد غيّر البرنامج رؤيتي لمستقبلي. كنت أرغب في أن أصبح فنياً طبياً، لكن الآن، أطمح أن أصبح طبيباً متخصصاً، وأساعد الناس". بطريقة أكبر."
في المسافة بين أحلام شهيد واللحظة الحالية، يعمل برنامج المهارات الحياتية كجسر. وفي هذه الجلسات يتم زرع بذور الطموح ورعايتها. هنا، يتعلم الطلاب تقييم تطلعاتهم مقابل قيمهم واحتياجات مجتمعهم. وتشجعهم التدريبات على تصور أدوارهم المستقبلية ليس فقط من حيث النجاح الشخصي، ولكن كيف يمكنهم المساهمة في تحقيق الصالح العام للمجتمع. يعد هذا التحول من المنظور الشخصي إلى المنظور المجتمعي أمرًا بالغ الأهمية، مما يمثل الانتقال من التطلعات المهنية البسيطة إلى حياة مكرسة للخدمة والتأثير.
ركن أحمد الشريف، شاب ذو عيون مشرقة يبلغ من العمر 14 عاماً، بنظرة جدية لشخص وجد هدفاً جديداً، يتحدث عن تأثير البرنامج على حياته الصغيرة. "سمعت عن برنامج المهارات الحياتية من مدير مدرستنا،" يقول، "إنه أكثر من مجرد دروس ومحاضرات؛ لقد تعلمت كيفية بناء العلاقات والعمل بشكل تعاوني مع زملائي في الفصل، وأحببت البحث عن حلول إبداعية مختلفة."
إنها شهادة على البيئة الآمنة والمغذية التي زرعها برنامج المهارات الحياتية - بيئة يتم فيها تقدير كل صوت شاب، وكل رأي هو لبنة بناء لمستقبلهم الجماعي.
“أكثر ما جذبني في البرنامج هي الألعاب المثيرة التي تهدف إلى غرس روح التعاون واختيار الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه ومساعدته عند الحاجة. كنت أطمح أن أكون ضابطًا في الجيش، لكن بعد البرنامج أطمح أن أصبح كابتن طيار، وأسافر حول العالم، وأكتشف أماكن جديدة كل يوم، وأتعرف على حضارات ودول مختلفة. تعلمت أنه إذا كان لدي هدف، فلا يجب أن أستسلم أبدًا حتى أحققه، ويجب أن أحترم الآخرين وأساعدهم. لقد أصبحت أقرب إلى جميع زملائي في الفصل وكوّنت صداقات جديدة وقوية" يضيف روكين.
بينما تقوم زمزم فاضل الحنيني، المدربة في TDH والأخصائية الاجتماعية، بتجول الغرفة، فهي تسهل تدفق الأفكار بدفعة لطيفة هنا، وسؤال مثير للتفكير هناك. وتشير إلى أن "التحول ملموس". "مع كل جلسة، يتحول هؤلاء الشباب إلى مفكرين وفاعلين، وإلى قادة الغد."
لا يعد برنامج المهارات الحياتية هذا تعليمًا نموذجيًا، بل هو رحلة نابضة بالحياة وجذابة. وتتابع زمزم قائلة: "كل يوم يأتي بمجموعة جديدة من الطلاب، وكل درس اكتشاف لإمكانات غير مستغلة". تم تصميم البرنامج بشكل متعمد، وهو مزيج من الأنشطة والقصص والألعاب المصممة لتعليم المهارات الحياتية بطريقة تلقى صدى لدى الطلاب، مما يضمن عدم تعلم هذه المهارات الأساسية فحسب، بل تصبح جزءًا من كيانهم.
إن تأثير البرنامج واضح، كما يختتم شهيد، "لقد علمني التفكير النقدي، والعمل مع الآخرين، والوقوف ضد التنمر، ومساعدة الناس. هذه ليست مجرد مهارات للمدرسة، ولكنها مهارات للحياة."
هذا البرنامج عبارة عن جهد تعاوني تقوده اليونيسف ليبيا، في شراكة استراتيجية مع وزارة الحكم المحلي، وهو مصمم لدعم المجتمعات وتزويد الأفراد، وخاصة أولئك الذين يواجهون الشدائد، بالفرص والدعم اللازم للازدهار.
"كان هدفنا هو معالجة القضايا التي تؤثر على الحياة اليومية للمقيمين. لقد وضعنا خططًا قوية بخبرة اليونيسف، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، مع التركيز على تمكين الشباب من طاقتهم وأفكارهم. وكان برنامج المهارات الحياتية هو استثمارنا في إمكاناتهم لتعزيز التعاون وبناء القدرات وتعزيز الوئام الاجتماعي، ومجهزة بمساحات مخصصة ومدربين خبراء لتحقيق النجاح المؤكد. يشارك ابراهيم الخليل سالم رئيس المجلس البلدي غات.
يعد برنامج المهارات الحياتية جزءًا من مبادرة أوسع لليونيسف ليبيا، بتمويل من برنامج بلديتي التابع للاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تمكين الشباب الليبي. ومن خلال غرس المهارات الحياتية المهمة مثل العناية بالنفس والتواصل الفعال والتفكير النقدي، يزود البرنامج المراهقين لمواجهة تعقيدات العالم الحديث بثقة ومرونة. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ البرنامج في خمس بلديات في المناطق الجنوبية وهي غات وأوباري وسبها والكفرة وبراك، وسيستفيد منه 3500 من المراهقين والشباب.
ويعتبر برنامج المهارات الحياتية، وهو أحد المكونات الرئيسية لمبادرة "بلديتي"، أمراً حيوياً بشكل خاص بالنظر إلى نتائج دراسة التوظيف التي أجرتها اليونيسف، والتي تم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي. تسلط هذه الدراسة الضوء على فجوة كبيرة في تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية والحياتية، بالإضافة إلى التخطيط الوظيفي ودعم المرحلة الانتقالية للشباب في جنوب ليبيا. وإدراكًا لهذه التحديات، تم تصميم برنامج المهارات الحياتية بشكل استراتيجي لتلبية هذه الاحتياجات، وتزويد الشباب في غات بالأدوات اللازمة لسد الفجوة من التعليم إلى العمل، وبالتالي تعزيز قدرتهم على المساهمة بفعالية في مجتمعاتهم والقوى العاملة على نطاق أوسع.