أصوات اللاجئين في ليبيا بمناسبة يوم اللاجئ العالمي 2025

©UNHCR
في يوم اللاجئ العالمي، نتوقف لنصغي. لنتذكّر، ولنشهد.
أكثر من 313,000 شخص من السودان وصلوا إلى ليبيا منذ أبريل 2023، فاريين من الحرب والاضطهاد وحالة عدم اليقين. بعضهم جاء بمفرده، وآخرون لم يكن معهم سوى أطفالهم والملابس التي يرتدونها.
ورغم كل رحلة شاقة، يبقى الأمل حاضرًا: أمل بالسلام، والتعليم، والعودة إلى الوطن يومًا ما.
في هذه القصة، نشارككم رحلة ثلاث لاجئين، كل قصة تمنح لمحة عن معنى النزوح — ومعنى التمسك بإنسانيتنا رغم كل الصعاب.
راضية: أمّ تناشد لإحلال السلام وتأمين مستقبل لأطفالها
📍 طرابلس | سودانية، أمّ لأربعة أطفال
طرابلس (ليبيا) – يونيو 2025. راضية وزوجها يشاركان الابتسامات مع أطفالهما دعاء وأواب وسليمان ومهاب اثناء فعاليات اليوم العالمي للاجئين.
📷 مفوضية اللاجئين – ليبيا / زياد الحِمدي
"أحتاج إلى التعليم لأطفالي. أريد أن يكون لهم مستقبل".
راضية فرت من السودان بحثًا عن الأمان. واليوم تعيش في طرابلس مع زوجها وأطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و9 و12 و13 سنوات – جميعهم لم تتح لهم فرصة الالتحاق بمدرسة نظامية حتى الآن.
تقول: "أشكر الشعب الليبي – إخوتنا وأخواتنا. قدّموا لنا المأوى والطعام والملابس عندما لم يكن لدينا شيء."
لكن صوتها يخفي رجاءً أكبر يتجاوز حدود ليبيا:
"أتمنى أن يسمعنا العالم. ساعدونا لإنهاء الحرب في السودان حتى نتمكن من العودة إلى ديارنا. لا أعلم ما الذي ينتظرنا – عدم اليقين يفوق قدرتنا على الاحتمال".
جيتو وإكرام: عائلة تكونت نتيجة للفقدان
📍 طرابلس | مقدمة رعاية إثيوبية، 29 عامًا | ترعى أربعة أطفال غير مصحوبين بذويهم
طرابلس (ليبيا)، يونيو — تساعد جيتو، بعناية، إكرام ذات السبعة أعوام على تنسيق الخرز خلال ورشة فنية ضمن فعاليات يوم اللاجئ العالمي.
📷 مفوضية اللاجئين – ليبيا / زياد الحِمدي
"إكرام ابنتي، أختي، كل حياتي".
رغم أن جيتو تبلغ من العمر 29 عامًا فقط، إلا أنها أصبحت مقدمة رعاية لأربعة أطفال فرّوا الحرب دون أسرهم. من بينهم إكرام الصغيرة، التي غيّرت حياتها.
"نضحك معًا، نأكل معًا، ونتشارك مساحة صغيرة نسميها بيتنا. علمتني إكرام معنى الصمود الحقيقي".
لجيتو رسالة إلى الصغيرة التي أصبحت عالمها:
"إكرام العزيزة، أحبكِ كثيرًا. جعلتِ الحياة أسهل عليّ. أتمنى أن تكبري لتصبحي الطبيبة التي تحلمين بها، وأن تحتفظي دومًا بلطفكِ وطيبتكِ".
أحمد: وحيد… لكنه لم ينكسر
📍طرابلس | 14 عامًا | منفصل عن أسرته
"السودان هو وطني. والوطن… هو أمي".
لم يتجاوز أحمد الرابعة عشرة من عمره حين عبر الصحراء وحيدًا بحثًا عن الأمان. فقد والده في السودان، ولا يعرف أين والدته أو إخوته.
يقول بصوت خافت: "تركت السودان وجئت إلى ليبيا لأجد السلام. الحرب مرعبة… خاصةً للأطفال".
كلماته بسيطة، لكنها تحمل نداءً مستعجلاً:
"أرجوكم ساعدوا على إحلال السلام في السودان. كل ما أريده هو أن أعود إلى بلدي، السودان وطني، ومن واجبي أن أعود إليه".
ثلاثة أصوات من بين الآلاف تحمل معها الألم، والقوة، والحبّ عبر الحدود.
مع استمرار النزاعات في السودان وغيرها من دول العالم، يجب ألّا نُدير ظهورنا. فكل طفل يستحق التعليم، والأهم من ذلك، طفولة آمنة. وكل إنسان يستحق السلام. وكل لاجئ يستحق الكرامة وفرصة للعيش بأمان وتحقيق أحلامه.
تم تغيير الإسم لحماية الهوية*