سعي لإحداث تغيير إيجابي في ليبيا
تمكين الغد: رحلة النساء من أجل إحداث تغيير إيجابي في ليبيا.
رحلة من التعاطف وإلهام لمستقبل أكثر إشراقًا
في قلب بنغازي، تعيش امرأة استثنائية تكرس نفسها لتحسين حياة الأطفال في ليبيا وإلهام الأمل في نفوسهم. مي نابوس، أم مخلصة لطفلتين، كرست حياتها لخدمة الفئات الضعيفة كمسؤولة طوارئ في مكتب اليونيسف الميداني في بنغازي.
ولدت مي ونشأت في بنغازي، وكانت دائمًا متصلة بعمق بمجتمعها. بدأت رحلتها في المجال الإنساني في عام 2012 عندما كانت طالبة، حيث عملت بدوام جزئي كمسؤولة حماية الطفل مع منظمة "أنقذوا الأطفال". خلال هذه الفترة، عايشت مي آثار الثورة الليبية، وشهدت نزوح الناس بشكل كبير.
تقول مي مستذكرة تجاربها الأولى: "رأيت العائلات تهرب من منازلها، والأطفال ينفصلون عن آبائهم، والتأثير المدمر الذي أحدثه ذلك على المجتمع. في تلك اللحظة أدركت أنني بحاجة لإحداث تغيير إيجابي ومساعدة المحتاجين."
مدفوعة بشغفها، قررت مي مواصلة مسيرتها المهنية في المجال الإنساني. وتضيف: "شعرت بدعوة قوية للقيام بشيء من أجل وطني وشعبي، ولتخفيف معاناتهم. أردت أن أكون جزءًا من التغيير الإيجابي."
محاربة في مواجهة التحديات
في عام 2019، قادت رحلة مي إلى اليونيسف، حيث انضمت كأول موظفة وطنية في المكتب الجديد الذي تم تأسيسه في بنغازي. كانت تؤمن بشدة أن انضمامها إلى اليونيسف كان بمثابة نقطة تحول مهمة في مسيرتها المهنية، حيث أتاح لها الفرصة القيمة للمساهمة بشكل مباشر وكبير في منظمة تعمل على تحسين حياة الأطفال والأسر.
بعد أسبوعين فقط من إنشاء مكتب اليونيسف الميداني في بنغازي، وقع حادث مأساوي أودى بحياة موظفين من الأمم المتحدة. هذا الحدث المدمر أدى إلى قيود على الوصول وتحديات كبيرة في تنفيذ برامج اليونيسف. وعلى مدى الأشهر الثمانية التالية، أدارت مي المكتب بمفردها، مما ضمن استمرار العمليات الأساسية.
على الرغم من المسؤولية الهائلة، دفعها التزامها بخدمة مجتمعها إلى تحمل أدوار متعددة. أصبحت مي نقطة اتصال رئيسية، ليس فقط لمهام الطوارئ ولكن أيضًا لدعم العمليات وتنسيق الجهود مع السلطات الحكومية والشركاء ووكالات الأمم المتحدة الأخرى. بصفتها مسؤولة طوارئ، كان تركيز مي الأساسي هو ضمان استعداد اليونيسف للاستجابة بفعالية لحالات الطوارئ من خلال التعاون الوثيق مع جميع أقسام اليونيسف المختلفة لتقديم الدعم الفوري عندما تكون الحاجة ماسة إليه.
تفاني أم في حماية حقوق الأطفال في ليبيا
من أكثر التجارب ألمًا وتأثيرًا في حياة مي كان تعاونها مع جمعية الهلال الأحمر الليبي لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لـ 12,000 عائلة وطفل نازحين داخليًا فروا من منازلهم بسبب الصراع في طرابلس. هذه العائلات فقدت كل شيء - منازلهم، ممتلكاتهم، وحتى أحبائهم.
توضح مي: "سواء كان ذلك من خلال توفير الأنشطة الترفيهية للأطفال، أو توزيع مجموعات النظافة على العائلات النازحة، أو الاستجابة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، فقد شهدت تأثير اليونيسف الإيجابي على حياة الأفراد المستضعفين."
كأم، تأخذ مي دورها كمسؤولة طوارئ بجدية خاصة. وتقول: "أستطيع أن أتفهم بعمق احتياجات ومخاوف وآمال الأمهات الأخريات تجاه أطفالهن". تشعر مي بالمسؤولية تجاه تلبية تلك المخاوف لكل طفل في ليبيا، بما في ذلك أطفالها. وتضيف: "أبذل قصارى جهدي لخلق مستقبل أفضل لجميع الأطفال، وضمان تحقيق حقوقهم وحماية رفاههم."
رحلة مي مع اليونيسف غيرت نظرتها للحياة، وجعلتها تدرك بشدة الصعوبات اليومية التي يواجهها الناس. وتقول: "أعتبره امتيازًا أن أعمل في منظمة تسعى لإحداث تأثير إيجابي في حياة العديد من العائلات والأطفال". من خلال عملها مع اليونيسف، تسعى مي لتمكين وحماية أطفالها بينما تخلق أيضًا مستقبلًا أكثر إشراقًا للعديد من الآخرين.