قصة
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥
مشاركة الشباب الليبي في الأجندة الأممية للشباب والسلام والأمن المقامة في العاصمة الأردنية عمّان
يسهم الشباب الليبي في بلورة أجندة الشباب السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للعشر سنوات المقبلة، وذلك عبر تضمين الأولويات الوطنية في الجهود الإقليمية للانتقال بمشاركة الشباب من مرحلة الالتزامات السياسية إلى العمل الملموس على أرض الواقع في ليبيا. وشاركت ثلاث منظمات مجتمع مدني ليبية بقيادة شبابية بمعية مكتب نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة والممثلة المقيمة بالإضافة إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا في ورشة عمل إقليمية تعنى بالشباب والسلام والأمن أقيمت في العاصمة الأردنية عمان في شهر كانون الأول/ديسمبر، التقى فيها أكثر من سبعين شاب وشابة من صناع السلام في المنطقة. وأقيم هذا المحفل احتفاءً بمرور عشر سنوات على المصادقة على قرار مجلس الأمن الأممي 2250 (2015) والذي رسخ أجندة الشباب السلام والأمن كاستجابة للأدلة التي تبين تضرر شريحة الشباب من النزاعات بشكل كبير في حين أنهم يتعرضون للإقصاء من آليات صنع القرار. وركزت ورشة العمل هذه على استعراض التقدم المحرز وتحديد الفجوات القائمةوحصر أولويات العقد المقبل مع التشديد على ترجمة الدروس المستفادة من المنطقة إلى استراتيجيات وطنية. ومن النقاط التي تمحور حولها النقاش برزت ضرورة ضمان حضور أصوات الشباب وشمولها شمولاً حقيقياً والاستماع إليها واتخاذ الإجراءات على ضوئها عبر حوار مهيكل ومستدام مع المؤسسات وصناع القرار. وقالت علياء قرقوم، وهي ناشطة ليبية في المجتمع المدني "كانت هذه فرصة مهمة لتقييم أجندة الشباب السلام والأمن منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا." مضيفة بأن "على الرغم من وجود خطوات إيجابية واضحة خلال العشر سنوات الماضية، إلا أن هناك فجوة كبيرة تفصل بين السياسة والتنفيذ." وسلط المشاركون الضوء على الصعوبات في المنطقة، بما في ذلك المشاركة المحدودة للشباب في المؤسسات وتفاوت تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالشباب والسلام والأمن وضرورة التنسيق بشكل أكبر بين الحكومات والمجتمع المدني والشركاء الدوليين. أما عن الشباب الليبي من كلا الجنسين فكانت المناقشات قد سلطت الضوء أيضاً على استمرار الانقسام الذي طال المؤسسات في تضييق الفرص للمشاركة الحقيقية الأمر الذي صعب من ترجمة مبادرات الشباب إلى مسارات راسخة على الصعيد الوطني. ومن المحاور الأخرى التي تناولتها الورشة الحاجة الملحة لتهيئة مساحات آمنة وشاملة لتمكين الشباب من المشاركة على جميع الأصعدة لا سيما على الصعيد المحلي، حيث يتضرر الشباب بشكل مباشر من النزاعات والفجوات التي تشوب الخدمات والصعوبات التي تواجهها الحوكمة. وأشار العديد من المشاركين إلى أن تخوف الشباب من التعرض للتهديد والمضايقات سواء بشكل فعلي أو عبر التواصل الاجتماعي ما يزال يثنيهم عن المشاركة وبأن هذا الأمر أشد بالنسبة للشابات إلا أنه يمس الشباب عموماً. "من بين النقاط المهمة التي استفدت منها شخصياً أن التعامل مع السلام والأمن يجب أن يتم بشكل إقليمي وليس محلي" قال السيد الحسن بكار مدير إدارة البرامج في مؤسسة السلام الدائم في ليبيا مضيفاً، "إن الاستماع إلى الشباب من مختلف الدول يبين مدى ارتباط الصعوبات التي نواجهها ببعضها البعض ومدى استفادتنا من الحلول المقدمة فيما بيننا." وتحدث المشاركون عن أهمية الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية كأساس للسلام والصمود والمشاركة المدنية مشددين على أن بدون معالجة الآثار التراكمية للنزاع والتهجير وصدمات تغير المناخ وضبابية الجانب الاقتصادي فإن مشاركة الشباب قد تظل رمزية فقط بدل من أن تحدث تحولاً جذرياً. وعززت النقاشات أيضاً مدى أهمية النهوض بمسارات تقودها الحكومة لتنفيذ أجندة الشباب السلام والأمن والاستراتيجيات الشبابية الأعم التي تستجيب بشكل مباشر لأولويات الشباب الليبي وتطلعاته. واختتمت الورشة بتحديد المشاركين للخطوات المقبلة الملموسة بما في ذلك تعزيز آليات التنسيق الوطنية المعنية بالشباب والسلام والأمن وتوسيع نطاق مبادرات السلام التي يقودها الشباب وبناء شراكات عابرة للحدود. "مع دخول أجندة الشباب السلام والأمن عقدها الثاني، كان موقف الشباب الليبي واضحاً بأنهم ليسوا مجرد مستفيدين من عمليات السلام فحسب وإنما هم قادة يرسمون مستقبل بلادهم. فالاعتراف المستمر والاستثمار والمشاركة ستصبح من الأساسيات لترجمة الالتزامات إلى أثر يلمس على أرض الواقع." قالت نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة والممثلة المقيمة السيدة اولريكا رتشاردسون مضيفة بأن "المنابر الإقليمية المشابهة للورشة التي أقيمت في عمان تضمن عودة الشباب الليبي إلى ديارهم وهم محملين بالأفكار والشبكات والقوة الدافعة وتعزيز المبادرات المحلية والإسهام في السلام على المدى البعيد."